الثلاثاء، 28 أكتوبر 2008

السعي والمسعى في الاصطلاح الشرعي وفوائد أخرى

السعي والمسعى في الاصطلاح الشرعي وفوائد أخرى

الإصدار الثالث

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

وبعد


أخي القارئ

سنتعرض في هذه الرسالة إلى عدة أمور في عدة فصول

الفصل الأول

بيان أن كلمة السعي لها إطلاقان واستعمالان في كلام الفقهاء في باب العمرة

الفصل الثاني

بيان أن كلمة المسعى لها إطلاقان واستعمالان في كلام الفقهاء في باب العمرة

الفصل الثالث

ملحق من القرآن والحديث واللسان حول الفرق
بين
الهرولة والعدو والخب والمشي

الفصل الرابع

الفرق بين الخوخة والكوة والمشكاة والرَّوزنة والخصاصة

وكتب

حاتم الفرائضي

27 شوال

1429 من هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم
.

((@)) ((@)) ((@))


الفصلان الأول والثاني معاً

بيان أن كلمة السعي
لها إطلاقان واستعمالان في كلام الفقهاء في باب العمرة

و

بيان أن كلمة المسعى
لها إطلاقان واستعمالان في كلام الفقهاء في باب العمرة

##@##

المسْعَى لغةً

اسم مكان للفعل سعى

فكون المسعى اسمَ مكانٍ يعني أنه المكان الذي يحصل فيه السعي

مثل مرمى مأوى مثوى ممشى

[[]]

من معاني سعى مَشَى

ومن معانيها أيضاَ عَدَا

جاء ذلك في لسان العرب والقاموس المحيط وتاج العروس

((@))



فما المراد بالسَّعي في كلام الفقهاء في باب العمرة

؟؟


((الجواب))


السعي يُطلقُ ويراد به المشي بين الصفا والمروة

كما في قولنا سعى زيد بين الصفا والمروة في المسعى


و

ويطلق السعي أيضاً ويراد به الخبُّ أي العدو والهرولة بين الميلين في بطن الوادي ...

بين العلمين أي العلامتين اللتين في المسعى

كما في قولنا ارتقى زيد الصفا ثم نزل

ومشى حتى وصل العلم الأول ثم سعى وعدا وهرول

إلى أن وصل العلم الثاني ثم مشى إلى المروة

[[]]


وأصل الخب والهرولة كان من خوخة دار ابن عباد إلى زقاق بني أبي حسين

الخوخة فتحة في جدار الدار أو فتحة بين دارين

@@@#@@@

جاء في صحيح البخاري

:

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضى الله عنهما –

أَنَّ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا طَافَ بِالْبَيْتِ الطَّوَافَ الأَوَّلَ يَخُبُّ ثَلاَثَةَ أَطْوَافٍ ، وَيَمْشِى أَرْبَعَةً ،
وَأَنَّهُ كَانَ يَسْعَى بَطْنَ الْمَسِيلِ إِذَا طَافَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ .

انتهى

فانتبه لقول ابن عمر

وَأَنَّهُ كَانَ يَسْعَى بَطْنَ الْمَسِيلِ إِذَا طَافَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ .

فالمراد هنا السعي الشديد أو الخب والهرولة

##@##

يَخُبُّ ثَلاَثَةَ أَطْوَافٍ أي يسرع فيها

َخَبَّ فِي الْأَمْر خَبَبًا مِنْ بَابِ طَلَبَ أَسْرَعَ الْأَخْذَ فِيهِ

###@###


قال الحافظ في الفتح ص 503

قوله

وكان يسعى بطن المسيل أي المكان الذي يجتمع فيه السيل

وقوله

بطنَ منصوبٌ على الظرف وهذا مرفوع عن بن عمر

وكأن المصنف بدأ بالموقوف عنه في الترجمة

لكونه مفسرا لحد السَّعي

و

المراد به شدة المشي

و

إن كان جميع ذلك يسمى سعيا

انتهى


@@@ # @@@

فقول الحافظ

وإن كان جميع ذلك يسمى سعيا

يعني السعي المعتاد الذي هو المشي

و

السعي الشديد

كلاهما يسمى سعياً


##

قال الحافظ في فتح الباري

:

"

قوله باب ما جاء في السعي بين الصفا والمروة

أي في كيفيته

قوله وقال بن عمر الخ

وصله الفاكهي من طريق بن جريج أخبرني نافع

قال نزل بن عمر من الصفا حتى

إذا حاذى باب بني عباد سعى حتى إذا انتهى إلى الزقاق الذي يسلك بين دار بني أبي حسين ودار بنت قرظة

ومن طريق عبيد الله بن أبي يزيد قال رأيت بن عمر

يسعى

من مجلس أبي عباد إلى زقاق بن أبي حسين

قال سفيان هو بين هذين العلمين

وروى بن أبي شيبة من طريق عثمان بن الأسود

عن مجاهد وعطاء قال رأيتهما

يسعيان

من خوخة بني عباد إلى زقاق بني أبي حسين

قال فقلت لمجاهد فقال هذا بطن المسيل الأول

والعلمان اللذان أشار إليهما معروفان إلى الآن اهـ

@@ مثال @@


جاء في مصنف ابن أبي شيبة (3/252) ط: الرشد

باب (188) من كان يسعى في بطن المسيل

(8) حدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو خالد الاحمر عن عثمان بن الاسود

عن مجاهد وعطاء

قال

:

رأيتهما يسعيان من خوخة ابن عباد إلى زقاق بني أبي حسين

فقلت لمجاهد ،

فقال

:

هذا بطن المسيل الاول ولكن الناس انتقصوا منه. اهـ

[[]]

والآن ما المراد بالمَسْعى في كلام الفقهاء

؟؟

[[الجواب]]

المَسْعَى يطلق ويراد به جميع ما بين الصفا والمروة،

و

يُطلقُ ويرادُ به بطنُ الوادي محلُّ السعْيِ الشديدِ أي الهرولة

أي من خَوْخَة دار ابن عباد إلى زقاق بني أبي حسين



@@ المثال الأول @@



روى الترمذي عن كثير بن جمهان قال

:

(رأيت ابن عمر يمشي في المسعى)

فما المقصود بالمسعى هنا

شرحها في تحفة الأحوذي قائلا

3/601:
( عن كثير بن جمهان ) بضم الجيم وسكون الميم وبالنون السلمي أو الأسلمي مقبول من الثالثة
قوله ( يمشي في المسعى ) أي مكان السعي وهو بطن الوادي

( وأنا شيخ كبير ) هذا اعتذار لترك السعي

اهـ

فالمقصود بالمسعى في رواية الترمذي

هو

ما بين العلمين أو الميلين وهو بطن الوادي

فمعلوم أن المعتمر يمشي بين الصفا والمروة

لكن ما لفت انتباه كثير بن جمهان

هو أن ابن عمر مشى بين العلمين أيضاً

وهذا ما استغربه

#



وفي مصنف ابن أبي شيبة (3/252) ط: الرشد

(188) من كان يسعى في بطن المسيل

(1) حدثنا أبو بكر قال حدثنا عبد الله بن نمير قال حدثنا عبيدالله عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسعى في بطن المسيل إذا طاف بين الصفا والمروة ، وكان ابن عمر يفعل ذلك.

(3) حدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو خالد الاحمر عن حميد عن بكر قال : سعيت مع ابن عمر في بطن المسيل.


(6) حدثنا أبو بكر قال حدثنا يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن حماد عن إبراهيم عن عبد الله أنه كان يسعى في المسيل.

(9) حدثنا أبو بكر قال حدثنا عبد الله بن نمير قال حدثنا عبيدالله عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسعى في بطن المسيل إذا طاف بين الصفا والمروة ، وكان ابن عمر يفعل ذلك.

[[]]

وقال ابن خزيمة في صحيحه
2770 - ثنا علي بن المنذر ثنا ابن فضيل ثنا عطاء بن السائب عن كثير بن جمهان السلمي

قال : رأيت ابن عمر يمشي في المسعى فقلت له : تمشي في المسعى بين الصفا و المروة ؟

فقال : لئن سعيت لقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسعى

و لئن مشيت لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي و أنا شيخ كبير

قال الألباني : حديث صحيح ورجاله ثقات غير كثير بن جهمان لم يوثقه غير ابن حبان لكن تابعه سعيد بن جبير كما يأتي بعد حديث


طالع الملحق

[[#]]


@@ مثال ثان @@

قال الأزرقي 2/119

:

(وذَرْعُ ما بين العلم الذي في حد المنارة

إلى العلم الأخضر الذي على باب المسجد ،

وهو المسعى ،

مائة ذراع واثنا عشر ذراعا والسَّعي بين العلمين ...).

فالمقصود بالسَّعي بين العلمين في كلام الأزرقي هنا هو الخبُّ والعدو

والمقصود بالمسعى هو ما بين العلمين أو الميلين

أي من خوخة دار ابن عباد إلى زقاق بني أبي حسين


@@ مثال ثالثٌ @@

تحدث الأزرقي عن توسعة المهدي وإدخال مكان سيل الوادي في المسجد

حيث أبعد وصرف المهدي مسيل السيل عن المسجد

فقال الأزرقي في 2/80

:

(فهدموا أكثر دار ابن عباد بن جعفر العايذي

وجعلوا المسعى والوادي فيهما)

[[]]

فما معنى هذه العبارة ؟؟

أولا

المسعى هنا اسم كان

أي صار من يسعى يمر محل ما كانت دار ابن عباد بن جعفر العايذي

فجعلوا مكان الدار محلا للسعي

ولا حرج في ذلك لأنها كانت بين الصفا والمروة كما سيأتي

ولا تعني عبارة الأزرقي جعلوا المسعى كله

ولا تعني عبارة الأزرقي جعلوا محل الهرولة محل ما كانت دار ابن عباد بن جعفر العايذي

لأن محل الهرولة توقيفي

قال الحافظ في فتح الباري

:

"

وروى بن خزيمة والفاكهي من طريق أبي الطفيل

قال سألت بن عباس عن السعي

فقال لما بعث الله جبريل إلى إبراهيم ليريه المناسك عرض له الشيطان بين الصفا والمروة

فأمر الله أن يجيز الوادي قال بن عباس فكانت سنة

وسيأتي في أحاديث الأنبياء أن ابتداء ذلك كان من هاجر

وروى الفاكهي بإسناد حسن عن بن عباس قال هذا ما أورثتكموه أم إسماعيل

وسيأتي حديثه في آخر الباب في سبب فعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك

"


ثانيا

قوله جعلوا المسعى والوادي فيهما

أي

جعلوا بطن الوادي يمر بمحل دار ابن عباد

وأراد ببطن الوادي مجرى السيل ؛

فعل هذا المهدي ليحرك مجرى السيل جنوبا ويبعد مجرى السيل عن المسجد

[[]]

وقد فهم بعض الناس من قول الأزرقي

:

(فهدموا أكثر دار ابن عباد بن جعفر العايذي

وجعلوا المسعى والوادي فيهما

"

أنه جعل المسعى كله بما فيه الصفا والمروة وما بينهما

وسط المسجد

وهذا بلا شك فهم باطل لم يقل به أحد من المتقدمين

فلم تكن الصفا والمروة وما بينهما يوما من الأيام في المسجد

إذ كيف يُجعل المسعى كله في موضع دار

؟؟!!!!!!!؟؟

وما أكثر من يغالط ويجادل في هذه ليصل إلى أربه

ومن المعلوم أن المسجد بقي على حاله من زمن توسعة المهدي إلى التاريخ المعاصر

وقد حصلنا على صور تاريخية تطابق توسعة المهدي

خذ مثلا

خارطة مكة المكرمة التي رسمتها هيئة المساحة العسكرية العثمانية عام 1297 هـ

مثال آخر

خارطة مصلحة المساحة المصرية 1947 م 1367 هـ

###@###

وقد أفصح الفاسيُّ بتوضيح موضع التغيير الذي أشار إليه الأزرقي؛

حيث قال:

(وذكر الأزرقيُّ ما يقتضي أن موضع السعي فيما بين الميل الذي بالمنارة والميل المقابل له

لم يكن مسعى إلا في خلافة المهدي العباسي

بتغيير موضع السعي قبله في هذه الجهة)

انظر: شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام 1/520
((@))

@@ مثال رابع @@

جاء في أخبار مكة للأزرقي

:

"

ذكر زيادة المهدي الآخرة في شق الوادي من المسجد الحرام
قال أبو الوليد محمد بن عبد الله الأزرقي:


قال جدي: لما بنى المهدي المسجد الحرام وزاد الزيادة الأولى،

اتسع أعلاه وأسفله وشقه الذي يلي دار الندوة الشامي، وضاق شقه اليماني الذي يلي الوادي والصفا،

فكانت الكعبة في شق المسجد،

وذلك إن الوادي كان داخلاً لاصقاً بالمسجد في بطن المسجد اليوم،

قال: وكانت الدور وبيوت الناس من ورائه في موضع الوادي اليوم انما كان موضعه دور الناس،

وانما كان يسلك من المسجد إلى الصفا في بطن الوادي،

ثم يسلك في زقاق ضيق حتى يخرج إلى الصفا من التفاف البيوت فيما بين الوادي والصفا،

وكان المسعى في موضع المسجد الحرام اليوم،

وكان باب دار محمد بن عباد بن جعفر عند حد ركن المسجد الحرام اليوم،

عند موضع المنارة الشارعة في نحو الوادي، فيها علم المسعى،

وكان الوادي يمر دونها في موضع المسجد الحرام اليوم،

قال أبو الوليد: فلما حج المهدي أمير المؤمنين سنة أربع وستين ومائة ورأى الكعبة في شق من المسجد الحرام،

كره ذلك،

وأحب أن تكون متوسطة في المسجد، فدعا المهندسين فشاورهم في ذلك، فقدروا ذلك، فإذا هو لا يستوي لهم من أجل الوادي والسيل،

وقالوا:

طالع تتمة كلام الأزرقي في الملحق الثاني

((@)) [[]] ((@))

وهنا أيضاً

قوله

كان المسعى في موضع المسجد الحرام اليوم

لم يقصد الأزرقي رحمه الله

أن الصفا والمروة والمسعى بينهما كانا في وسط المسجد

كما تخيله بعض من كتب بغير علم

!!!

وإنما المقصود

أن بعض ما كان يسعى فيه المسلمون تم إدخاله إلى المسجد في توسعة المهدي

وقد تعني أن على وجه الخصوص أن

ما كان يسعى فيه المسلمون سعيا شديداً
قد أدخل في المسجد أثناء توسعة الخليفة المهدي

فيصير قوله

كان المسعى في موضع المسجد الحرام اليوم

تعني

كان الناس يسعون السعي الشديد أو الهرولة الذي هو في بطن المسيل

في موضع تم إدخاله اليوم إلى المسجد الحرام

فلم يعد اليوم بطن المسيل

فقد تم نقل بطن المسيل للوادي إلى اتجاه الجنوب وأبعد عن المسجد

وبطن المسيل الأول ضم للمسجد

وهو جزء صغير جداً يظهر في الخارطة

[[]]

والدليل على هذا

قول الأزرقي

قال أبو الوليد محمد بن عبد الله الأزرقي:



قال جدي: لما بنى المهدي المسجد الحرام وزاد الزيادة الأولى،

اتسع أعلاه وأسفله وشقه الذي يلي دار الندوة الشامي، وضاق شقه اليماني الذي يلي الوادي والصفا،

فكانت الكعبة في شق المسجد،

وذلك إن الوادي كان داخلاً لاصقاً بالمسجد في بطن المسجد اليوم،

قال: وكانت الدور وبيوت الناس من ورائه في موضع الوادي اليوم انما كان موضعه دور الناس،

وانما كان يسلك من المسجد إلى الصفا في بطن الوادي،

ثم يسلك في زقاق ضيق حتى يخرج إلى الصفا من التفاف البيوت فيما بين الوادي والصفا،

وكان المسعى في موضع المسجد الحرام اليوم،

وكان باب دار محمد بن عباد بن جعفر عند حد ركن المسجد الحرام اليوم،

عند موضع المنارة الشارعة في نحو الوادي،

فيها علم المسعى،

!!!

وكان الوادي يمر دونها في موضع المسجد الحرام اليوم،

!!! !!!

قال أبو الوليد:

فلما حج المهدي أمير المؤمنين سنة أربع وستين ومائة

ورأى الكعبة في شق من المسجد الحرام، كره ذلك،

وأحب أن تكون متوسطة في المسجد،

...

إلى أن قال الأزرقي

:

ثم خرج المهدي إلى العراق وخلف الأموال، فاشتروا من الناس دورهم،


...

إلى أن قال الأزرقي

:

فهدموا الدور وبنوا المسجد،

...

فابتدأوا من أعلاه من باب بني هاشم الذي يستقبل الوادي والبطحاء،

ووسع ذلك الباب وجعل بازائه من أسفل المسجد مستقبله باباً آخر،

...

واشتروا الدور وهدموها،

فهدموا أكثر دار ابن عباد بن جعفر العايذي،

وجعلوا المسعى والوادي فيهما فهدموا ما كان بين الصفا والوادي من الدور،

انتهى كلام الأزرقي والنقاط الثلاث محل كلام محذوف للاختصار
##@##

ويلاحظ القارئ أن دار ابن عباد كانت عند مبتدأ الوادي – محل الهرولة -

وفي محلها وُضع علم السعي المعلق على منارة المسجد –منارة باب علي -

الذي يذكره الفقهاء في كتبهم؛

وهو مبتدأ الهرولة للقادم من الصفا إلى المروة،

وفي هذا يقول ابن عمر رضي الله عنهما

:

(السعي من دار ابن عباد إلى زقاق بني حسين)

علقه البخاري في صحيحه 3/501 مع الفتح.
@@##@@

وقد تكلم المؤرخون عن موضع دار ابن عباد

وأنها كانت عند حد ركن المسجد الحرام؛

يقول الأزرقي 2/79:

(وكان باب دار محمد بن عباد بن جعفر

عند حد ركن المسجد الحرام اليوم،

عند موضع المنارة الشارعة في بحر [وفي نسخة: في نحو] الوادي،

فيها علم المسعى،

وكان الوادي يمر دونها في موضع المسجد الحرام اليوم).

وانظر أخبار مكة للفاكهي 2/208.



((@)) [[]] ((@))
قال فضيلة الشيخ صالح سندي حفظه الله

:

"

والخلاصة أن المسعى يطلق ويراد به جميع ما بين الصفا والمروة، ويطلق ويراد به بطن الوادي لأنه محل للسعي –أي الهرولة- ومن هذا الباب قول الأزرقي السابق؛ فالتغيير الذي أشار إليه إنما يتعلق بهذا الجزء فحسب دون سائر المسعى؛ وهذا لا شك فيه؛ إذ كيف يُجعل المسعى كله في موضع دار؟
[[]]

وقد أفصح الفاسي بتوضيح موضع التغيير الذي أشار إليه الأزرقي؛

حيث قال:

(وذكر الأزرقي ما يقتضي أن موضع السعي فيما بين الميل الذي بالمنارة والميل المقابل له لم يكن مسعى إلا في خلافة المهدي العباسي بتغيير موضع السعي قبله في هذه الجهة) ثم نقل كلام الأزرقي الذي نقلت بعضه فيما مضى، انظر: شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام 1/520
((@))

ثانيا: إذا اتضح أن محل التغيير إنما يتعلق بجزء من المسعى

–وهو محل الهرولة-

فينبغي أن يُعلم أن هذا التغيير –إن صح حصوله-

فهو مخصوص بجزء يسير من هذا الموضع المخصوص؛

وذلك أن دار ابن عباد كانت عند مبتدأ الوادي –محل الهرولة- وفي محلها وُضع علم السعي المعلق على منارة المسجد –منارة باب علي- الذي يذكره الفقهاء في كتبهم؛ وهو مبتدأ الهرولة للقادم من الصفا إلى المروة، وفي هذا يقول ابن عمر رضي الله عنهما: (السعي من دار ابن عباد إلى زقاق بني حسين) علقه البخاري في صحيحه 3/501 مع الفتح.وقد تكلم المؤرخون عن موضع دار ابن عباد وأنها كانت عند حد ركن المسجد الحرام؛ يقول الأزرقي 2/79: (وكان باب دار محمد بن عباد بن جعفر عند حد ركن المسجد الحرام اليوم، عند موضع المنارة الشارعة في بحر [وفي نسخة: في نحو] الوادي، فيها علم المسعى، وكان الوادي يمر دونها في موضع المسجد الحرام اليوم). وانظر أخبار مكة للفاكهي 2/208. والمقصود أن هذه الدار في طرف من الوادي من الجنوب ولم تستوعبه كله؛ فهو إذن تغيير يسير، لا كما يتصوره بعضهم أنه تغيير كبير، ويتأيد هذا بقول الفاسي شفاء الغرام 1/520: (والظاهر –والله أعلم- إجراء المسعى [كذا، ولعل الصواب: السعي] بموضع السعي اليوم وإن تغير بعضه عن موضع السعي قبله).ويؤيد أن التغيير يسير ليس بذي بال أن الأزرقي –نفسه- لما تكلم عن رباع مكة ودور أهلها وبلغ بحديثه إلى دار عباد بن جعفر أشار إلى جعل الوادي فيها ولم يشر إلى شيء يتعلق بالمسعى؛ حيث يقول 2/259-260: (فلما أن وسع المهدي المسجد الحرام في سنة سبع وستين ومائة وأدخل الوادي في المسجد الحرام، أُدخلت دار عباد بن جعفر هذه في الوادي؛ اشتريت منهم وصُيرت بطن الوادي اليوم، إلا ما لصق منها بالجبل -جبل أبي قبيس-).


"

[[]]###########[[]]

الفصل الثالث


اصطلاحات لغوية مهمة تتعلق بالمسعى


ملحق من سلسلة القرآن والحديث واللسان حول الفرق بين

الهَرْولة والمشي والخَبَبُ والعَدْو

@

قال ابن منظور في لسان العرب

قيل الهَرْولة فوق المشي ودون الخبب والخَبَبُ دون العَدْو

وقبل ذلك قال أيضاً
الهَرْولة بين العَدْوِ والمشي وقيل الهَرْولة بعد العَنَق وقيل الهَرْولة الإِسراع
"
@
ما الفرق بين الخب بكسر الخاء والخب بفتح الخاء ؟
قال في المصباح المنير
:
"
الْخِبُّ بِالْكَسْرِ
الْخَدَّاعُ وَفِعْلُهُ خَبَّ خَبًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَرَجُلٌ خَبٌّ تَسْمِيَةٌ بِالْمَصْدَرِ

وَخَبَّ فِي الْأَمْر خَبَبًا مِنْ بَابِ طَلَبَ

أَسْرَعَ الْأَخْذَ فِيهِ وَمِنْهُ الْخَبَبُ لِضَرْبٍ مِنْ الْعَدْوِ وَهُوَ خَطْوٌ فَسِيحٌ دُونَ الْعَنَقِ

وَخَبَّابُ بْنُ الْأَرَتِّ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ وَشَهِدَ بَدْرًا وَشَهِدَ صِفِّينَ

وَمَاتَ بَعْدَ مُنْصَرَفِهِ مِنْهَا سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ وَدُفِنَ ظَاهِرَ الْكُوفَةِ .
"

((@))

قال الزبيدي في تاج العروس

:

"

والخَبَبُ مُحَرَّكَةً : ضَرْبٌ مِنَ العَدْوِ أَي الإِسْرَاعِ في المَشْيِ

أَو هو كالرَّمَلِ مُحَرَّكَةً قاله بعضُ اللُّغَوِيِّينَ

أَو هو أَنْ يَنْقُلَ الفَرَسُ أَيَامِنَهُ جَمِيعاً وأَيَاسِرَه جَمِيعاً

أَو هو أَنْ يُرَاوِحَ بين يَدَيْهِ ورِجْلَيْهِ

وكذلك البَعِيرُ والمُرَاوَحَةُ : أَنْ يَقُومَ على إحْدَاهُمَا مَرَّةً وعلى الأُخْرَى مَرَّةً

وقِيلَ : الخَبَبُ : هُوَ السُّرْعَة وقد خَبَّ يَخُبُّ بالضَّم على غيرِ قِيَاسٍ

وقال شيخُنا : لأَنَّ القاعدةَ في الفِعْلِ المُضَاعَفِ أَن يكونَ مضارِعُه بالكَسْرِ إلاَّ ما شَذَّ

فجاءَ بالضَّمِّ على خِلاَف القِيَاسِ وهي ثمَانِيَة وعِشْرُون فِعْلا

منها : خبَّ يَخُبُّ إذا عَدَا خَبًّا وخَبِيباً وخَبَباً واخْتَبَّ

حكاه ثعلبٌ وأَنشد :

مُذَكَّرَةُ الثُّنْيَا مُسَانَدَةُ القَرَا ... جُمَالِيَّةٌ تَخْتَبُّ ثُمَّ تُنِيبُ

"
انتهى

الفصل الرابع

الفرق بين

الخوخة والكوة والمشكاة والروزنة والخصاصة



[[]]

عن مجاهد وعطاء

قال

:

رأيتهما يسعيان من خوخة ابن عباد إلى زقاق بني أبي حسين

[[]]

فما هي الخوخة

؟؟!!

@@@@


قال في لسان العرب


الخَوْخَةُ واحدة الخَوخِ والخَوْخَةُ كُوَّة في البيت تؤَدِّي إليه الضوء

والخَوْخة مُخْتَرَقُ ما بين كل دارين لم ينصب عليها باب بلغة أَهل الحجاز

وعم به بعضهم فقال هي مُخْتَرَقُ ما بين كل شيئين انتهى المنقول

اهـ

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

سدوا عني كل خوخة في هذا المسجد غير خوخة أبي بكر
@#@
رواه البخاري
وفي صحيح البخاري ايضاً
ولو كنت متخذا خليلا من أمتي لاتخذت أبا بكر إلا خلة الإسلام
لا يبقين في المسجد خوخة إلا خوخة أبي بكر
#
وروى مسلم في صحيحه

أن أبا لبابة بن عبدالمنذر الأنصاري - وكان مسكنه بقباء فانتقل إلى المدينة –

فبينما عبدالله بن عمر جالسا معه يفتح خوخة له، إذا هم بحية من عوامر البيوت.

فأرادوا قتلها. فقال أبو لبابة: إنه قد نهي عنهن (يريد عوامر البيوت)

وأمر بقتل الأبتر وذي الطفيتين. وقيل: هما اللذان يلتمعان البصر ويطرحان أولاد النساء.

قالوا في شرح هذه الرواية

الخوخة كوة بين دارين أو بيتين يدخل منها وقد تكون في حائط منفرد


[[]]

والكَوُّ والكَوَّةُ الخَرْق في الحائط والثَّقْب في البيت ونحوه

وجمع الكَوّة كِوًى بالقصر نادر وكِواء بالمدّ والكاف مكسورة فيهما

قال في القاموس المحيط

الكَوَّةُ و ويُضَمُّ والكَوُّ : الخَرْقُ في الحائِطِ أو التَّذْكِيرُ للكبيرِ والتَّأنيثُ للصغيرِ

ج : كُوًى وكُواءٌ . وتَكَوَّى : دَخَلَ مكاناً ضَيِّقاً فَتَقَبَّضَ فيه و بامرأتِهِ : تَدَفَّأَ واصْطَلَى بحَرِّ جَسَدِها .

قال في الفائق

تكوَّى الرجلُ إذا دخل في موضع ضَيِّق متقبِّضاً فيه ; كأنه دخل كُوَّة ; يريد ثم أستَدْفِئ بها متقَبضاً

قال في النهاية في غريب الأثر

في حديث النَّجاشيّ [ إنما يَخْرُج من مِشكاةٍ واحدةٍ ] المِشكاةُ : الكُوّةُ غيرُ النافذة

#


قال في لسان العرب

وقوله تعالى كمِشْكاةٍ فيها مِصباحٌ قال الزجاج هي الكَوَّةُ

قال الزبيدي في تاج العروس

وجمهور المفسرين كابن جبير وسعيد بن عياض يقولون هي الكوة في الحائط غير النافذة وهى أجمع للضوء والمصباح فيها أكثر إنارة في غيرها

قال البغوي في تفسيره

{ كمشكاة } وهي الكوة التي لا منفذ لها فإن كان لها منفذ فهي كوة وقيل : المشكاة حبشية قال مجاهد : هي القنديل

قال ابن كثير رحمه الله

{ الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة } والمشكاة كوة في البيت قال وهو مثل ضربه الله لطاعته فسمى الله طاعته نورا ثم سماها أنواعا شتى وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد : هن الكوة بلغة الحبشة وزاد بعضهم فقال : المشكاة الكوة التي لا منفذ لها وعن مجاهد المشكاة الحدائد التي يعلق بها القنديل والقول الأول أولى وهو أن المشكاة هو موضع الفتيلة من القنديل ولهذا قال { فيها مصباح }

قال المغرب

الرَوازِن جمع رَوْزَنٍ وهو الكُوّة معرَّب

قال الشيخ عبد القادر الجيلاني الحنبلي رحمه الله

انفتحت لى روزنة -والروزنة هي الكوة- فنازعت أقدار الحق بالحق للحق".

قال عن عبارته شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ك العبودية

والذي ذكره الشيخ رحمه الله هو الذي أمر اللهُ به ورسولُه


((@))

قال ابن منظور رحمه الله في كتاب لسان العرب

"والرَّوْزَنة الكُوَّة

وفي المحكم الخَرْقُ في أَعلى السقْف "


وقال الزبيدي رحمه الله في كتاب تاج العروس

:

" والروزنة الكوة ) معربة نقله الجوهرى عن ابن السكيت

وفى المحكم الرَّوزَنة الخَرْقُ في أعلى السقف"


##@@##

قال الخليل بن أحمد البصري في كتاب العين

والخَصاصُ : شِبهُ كُوَّةٍ في قُبَّةٍ ونحوها إذا كان واسعاً قدْر الوجه

وقال الزبيدي في تاج العروس

والخَصَاصَةُ أَيْضاً : الفُرَجُ الَّتِي بينَ قُذَذِ السَّهْمِ عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ .

#
جاء في سنن النسائي رحمه الله

إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك :

أن أعرابيا أتى باب رسول الله صلى الله عليه وسلم فألقم عينه خصاصة الباب

فبصر به النبي صلى الله عليه وسلم فتوخاه بحديدة أو عود ليفقأ عينه

@

وفي ك الأدب المفرد

عن أنس بن مالك : أن أعرابيا أتى بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم

فألقم عينه خصاص الباب فأخذ سهما أو عودا محدَّداً

فتوخَّى الأعرابيَّ ليفقأ عين الأعرابي

فذهب

فقال أما إنك لو ثبتَّ لفقأتُ عينَك

قال الشيخ الألباني : صحيح

فلما أن بصر انقمع

فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أما إنك لو ثبت لفقأت عينك

قال الشيخ الألباني : صحيح الإسناد
@
قال في النهاية في غريب الأثر
( س ) ومنه الحديث [ أن أعْرَابيَّا أتَى بَابَ النبي صلى اللّه عليه وسلم فألْقَمَ عينيه خَصَاصَة الباب ] أي فُرْجَتَه

قال شمس الدين البعلي الحنبلي في ك المطلع

خصاص الباب الفرج التي فيه واحدتها خصاصة



((@))




وأذكر أني استفدت في هذا المقال ومعظم مقالاتي المتعلقة بالمسعى

من كلام وفتاوى ومقالات الأئمة والعلماء

فجزاهم الله خيرا


[[]] ملحق [[]]


قال الحافظ ابن عبد البر رحمه الله


:

"

مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم

كان إذا نزل من الصفا والمروة مشى

حتى إذا انصبت قدماه في بطن الوادي سعى حتى يخرج منه

قال أبو عمر هكذا قال يحيى في هذا الحديث

كان إذا نزل بين الصفا وسائر رواة الموطأ يقولون كان إذا نزل من الصفا

وكذلك هو محفوظ في حديث جابر الطويل وقد رواه مالك وقطعه في أبواب من الموطأ

قال أبو عمر وليس في هذا الحديث ما يحتاج إلى القول

والعلماء كلهم على القول به

والسعي المذكور فيه

هو الاشتداد في المشي والهرولة

ولا خلاف في السعي في المسيل وهو الوادي بين الصفا والمروة

إلا أن من السلف من كان يسعى المسافة كلها بين الصفا والمروة

منهم الزبير بن العوام وابنه عبد الله بن الزبير

ذكر عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري

عن عروة أنه أدرك أباه يولي بين الصفا والمروة سعيا

وكان عروة لا يصنع ذلك كان يسعى في بطن المسيل ثم يمشي

قال وأخبرنا بن عيينة عن هشام بن عروة أن الزبير وابنه عبد الله بن الزبير

كانا يركبان ما بين الصفا والمروة كله سعيا

[][][]

قال أبو عمر العمل عند جمهور الفقهاء على ما في حديث جابر

قال ثم نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصفا

فلما انصبت قدماه في الوادي

سعى حتى خرج منه

ولا حرج على من اشتد وسعى في ذلك كله

[][]###ــــــ###[][]

وذكر الثوري عن عبد الكريم الجزري عن سعيد بن جبير

قال رأيت بن عمر يمشي بين الصفا والمروة

ثم قال

إن مشيت فقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي

أو سعيت فقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسعى

الاستذكار م 4 ص 231


[[]]

جاء في تحفة الأحوذي

:

"

باب ما جاء في السعي بين الصفا والمروة

هما جبلان بمكة يجب المشي بينهما بعد الطواف في العمرة والحج سبعة أشواط

مع سرعة المشي بين الميلين الأخضرين

قال النووي في تهذيب الأسماء واللغات

الصفا مبدأ السعي وهو مقصور مكان مرتفع عند باب المسجد الحرام
وهو أنف أي قطعة من جبل أبي قبيس

وهو الآن إحدى عشرة درجة

أما المروة فلاطية جدا أي منخفضة وهي أنف من جبل قعيقعان

هي درجتان ومن وقف عليها كان محاذيا للركن العراقي

وتمنعه العمارة من رؤيته

وإذا نزل من الصفا سعى حتى يكون بين الميل الأخضر المعلق بفناء المسجد وبينه

نحو ستة أذرع

فيسعى سعيا شديدا حتى يحاذي الميلين الأخضرين اللذين بفناء المسجد وحذاء دار العباس

ثم يمشي حتى المروة انتهى

قوله ( إنما سعى بالبيت ) أي رمل

( وبين الصفا والمروة ) أي سعى بينهما يعني أسرع المشي في بطن الوادي

[[]]

ففي الموطأ

حتى انصبت قدماه في بطن الوادي سعى حتى خرج منه

( ليرى ) من الاراءة ( المشركين قوته ) وجلادته

وللطبراني عن عطاء عن بن عباس

قال من شاء فليرمل ومن شاء فلا يرمل

إنما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرمل ليرى المشركين قوته

قوله ( وفي الباب عن عائشة وبن عمر وجابر )

أما حديث عائشة فأخرجه الشيخان ففي تخريج الزيلعي أخرجا عن عائشة في حديث طويل

قد سن رسول الله صلى الله عليه وسلم الطواف بينهما فليس لأحد أن يترك الطواف بينهما

وأما حديث بن عمر فأخرجه الترمذي في هذا الباب

وأما حديث جابر فأخرج مسلم

قوله ( حديث بن عباس حديث حسن صحيح ) وأخرجه الشيخان وغيرهما مطولا



( وهو الذي يستحبه أهل العلم أن يسعى بين الصفا والمروة

فإن لم يسع ومشى بين الصفا والمروة رأوه جائزا )

المراد من السعي بين الصفا والمروة السعي في بطن الوادي الذي بين الصفا والمروة

قال الشوكاني في شرح حديث جابر المذكور تحت قوله حتى انصبت قدماه في بطن الوادي

ما لفظه

وفي الموطأ حتى انصبت قدماه في بطن الوادي سعى

وفي هذا الحديث استحباب السعي في بطن الوادي حتى يصعد

ثم يمشي باقي المسافة إلى المروة على عادة مشيه

وهذا السعي مستحب في كل مرة من المرات السبع في هذا الموضع

والمشي مستحب فيما قبل الوادي وبعده

ولو مشى في الجميع أو سعى في الجميع أجزأه وفاتته الفضيلة وبه قال الشافعي ومن وافقه

وقال مالك فيمن ترك السعي الشديد في موضعه تجب عليه الإعادة

وله رواية أخرى موافقة الشافعي انتهى

قلت وحديث بن عمر الاتي يدل على ما قال الشافعي وموافقوه

قوله ( أخبرنا بن فضيل ) هو محمد بن فضيل بن غزوان الضبي مولاهم أبو عبد الرحمن الكوفي صدوق عارف رمى بالتشيع من التاسعة ( عن كثير بن جمهان ) بضم الجيم وسكون الميم وبالنون السلمي أو الأسلمي مقبول من الثالثة

قوله ( يمشي في المسعى ) أي مكان السعي وهو بطن الوادي

( وأنا شيخ كبير ) هذا اعتذار لترك السعي

قوله ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه أبو داود والنسائي وبن ماجه

وقال المنذري بعد نقل تصحيح الترمذي وفي إسناده عطاء بن السائب وقد أخرج له البخاري حديثا مقرونا وقال أيوب هو ثقة وتكلم فيه غير واحد انتهى كلام المنذري


"

ليست هناك تعليقات: