السبت، 7 مارس 2009

أخي الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق تفضل هذا ما أنكرت وجوده !!!!

أخي الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق
تفضل
!!!!!!!!!!!!
هذا ما أنكرت وجوده
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

يا شيخ عبد الرحمن عبد الخالق

لا يصح الخروج من المسعى يمنة أو يسرة

!!!!
بل

لا يصح السعي بمحاذاة الصفا والمروة
لأنه محل السعي بين الصفا والمروة
وتعظيم الصفا والمروة يكون بالسعي بينهما
!!!!!!!!!
لا أن تتركهما وتسعى بجوارهما يمنة أو يسرة
!!!
ثم
كيف نجعل من سعى بينهما كَمَنْ لم يسع بينهما
!!!!!! ؟؟؟؟؟؟؟ !!!!!!
لا يستويان
### @..@ ###

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

وبعد

فقد اطلعت على فتوى للشيخ عبد الرحمن عبد الخالق هداني الله وإياه للسنة

في شأن نازلة المسعى المخترع عام 1429 هـ
ولم أعجب حين رأيت الشيخ عبد الرحمن

لم يتعرض في فتواه لتفسير قوله تعالى إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ

ولم أنكر عدم إيراد الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق

لأحاديث نبوية و آثار عن الصحابة في أن محل السعي بين الصفا والمروة

لم أنكر عدم إيراد الشيخ لكل

ما يدل على وجوب أن يكون السعي بين الصفا والمروة

ولم أعجب من عدم إيراده فتاوى أئمة وفقهاء الإسلام عبر التاريخ

يبطلون فيها عمرة من لم يسع بين الصفا والمروة

ولكن تعجبت كثيرا من أخي الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق
عندما هوَّن من شأن ترك السعي بين الصفا والمروة
بل وكأنه يدعو إلى خروج السعاة يمنة أو يسرة
وأن لا يتقيدوا بما بين الصفا والمروة
((@))

وأشد ما يزعج في فتوى الشيخ عبد الرحمن سامحه الله
أن يضمن الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق فتواه القصيرة مجموعة من
عبارات النفي
!!!
وعبارات الإنكار لما غاب عنه جهلا أو نسياناً
!!!
فصارت فتواه كلاماً فكرياً يعزوه الدليل بل الدليل على خلافه
!!!
##@##
ومع أن أخي الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق غفر الله له
يتكلم في أمر يمس ركناً من أركان الإسلام
ويتكلم في شأن شعيرة واضحة من شعائر الإسلام
ويفتي في نازلة عظيمة بما يخالف أئمة وعلماء كبار
تجد أقوالهم في عدة رسائل منشورة في موقع المنيرة

مثل رسالة

هؤلاء هم الذين أفتوا بمنع توسعة جبلي الصفا والمروة لأنهما من شعائر الله
((@))

إلا أنك تعجب

حينما تجد فتوى الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق هشة تفتقر إلى أسس الفقه الشرعي

أقول هذا وأعلم أو أحسب أن الشيخ يقدر على البحث

واستخراج الأدلة

لكن هذا دأب الشيخ في كثير من المسائل هداه الله

لا يعطي ما يتكلم به حقه من وقته

فيخرج بمخالفات للشرع الله

لقد كتب ورقة صغيرة ومع هذا تكررت فيها عبارات نفيه بالعلم

تأمل عبارات الشيخ عبد الرحمن هذه الواردة في فتوى قصيرة
@@#@@
1
ولم ينقل قط أن ...
2
ولم يقل أحد منهم قط إنه ...
3
ولم يقل أحد قط ...
4
ولم يتصور أن ...
5
ولا يتصور أن ...
6
وإنما الذي يتصور أن ...
7
ولا شك أن كل من ...
8
لم يضرب للناس حدا معيناً ...
لا يتجاوزونه في سعيهم بين الصفا والمروة يمنة ويسرة،
((@))
كل هذا في فتوى في ورقة صغيرة
وكلُّ ما سبق من نفي فهو غيرُ صحيح

!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

((@))


ويؤسفني أن أقول
لقد ورد من الحديث والأثر ما يدل على
بطلان كلمات الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق الواردة آنفاً

كما سأنقله لك قريباً
لكن قبل ذلك أنقل لك
نص عبارات الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق سامحه الله
[[]]

قال غفر الله له
:
"
إن النبي صلى الله عليه وسلم
لم يضرب للناس حدا معيناً لا يتجاوزونه في سعيهم
بين الصفا والمروة يمنة ويسرة
"
#@#
وقال الشيخ عبد الرحمن

"
كل من أتى إلى الصفا، ولامست قدماه شيئاً منها ثم انحط منها إلى المروة، ولامست قدماه شيئاً منها،
وفعل ذلك سبعاً يكون
قد أتى بما أمر الله تبارك وتعالى به،
واتبع رسوله صلى الله عليه وسلم في ذلك،
ولم ينقل قط أن
هناك من حد للناس حداً لا يتعدونه في طوافهم بين الصفا والمروة. "
#@#
وقال الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق هداه الله
:
"
ولم يقل أحد قط بل
ولم يتصور أن يكون هذا المسعى المحدود،
هو الطريق الشرعي التعبدي وحده،
الذي لا يجوز الخروج عنه يميناً ولا يساراً.
"

وقال عبد الرحمن عبد الخالق
:
"

ولم يقل أحد منهم قط

إنه يجب لمن يسعى بين الصفا والمروة

أن يسير في طريق محدد لا يتعداه،

بل الواجب أن تلامس قدم الساعي جبل الصفا،
وان تلامس المروة،

وأما في أثناء السعي

فلو توسع الناس وهم سائرون عرضا

فإن هذا لا يبطل سعيهم.

"
!!!!!!!

[[]]

هذه بعض عبارات الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق

وبعضها الآخر سيأتي إن شاء الله في رد آخر

[[]]###@@@###[[]]
وأقول بناء على الأدلة وكلام الأئمة
لم يقل أحد قط من سلف الأمة
بوجود طريق آخر يصح سلوكه بين الصفا والمروة
غير المسعى الذي توارثته أمة الإسلام توارثا عمليا
أما إباحة الخروج عن المسعى يميناً أو يساراً
فهذا لم يقل به أحد في حدود علمي من السلف الصالح
!!!
#@#

وأقول
عجباً يا شيخ عبد الرحمن عبد الخالق
يأتي المعتمر إلى الصفا وتلمس قدماه شيئاً منها
ثم يتجه إلى المروة عبر أزقة أو طرق مكة ثم تلمس قدماه المروة
ثم يقال

سعى بين الصفا والمروة
!! ؟؟
أليس من الكذب أن يقول هذا إنه سعى بين الصفا والمروة
أين دلالة الظرف
بين
في اللغة العربية
؟؟!!

((@)) [[]] ((@))
والآن

أقول لأخي الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق
تعال
وقف معي هذه الوقفات الشرعية لا الفكرية
:

أما أقوالك
ولم ينقل قط أن ...
ولم يقل أحد منهم قط إنه ...
ولم يقل أحد قط ...
ولم يتصور أن ...
ولا يتصور أن ...
وإنما الذي يتصور أن ...
ولا شك أن كل من ...
لم يضرب للناس حدا معيناً
لا يتجاوزونه في سعيهم بين الصفا والمروة يمنة ويسرة، ...
## @ ##
فكل هذه تخبر بها عن علمك
قال الله تعالى
بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ
[[]]
هذه حدود علمك أو ذاكرتك يا شيخ عبد الرحمن
ومع الأسف لم تسق آيات ولا أحاديث ولا آثاراً
لتثبت صحة كلامك
فأظنك تتكلم بما بقي في ذاكرتك من أيام الجامعة
ولهذا تنفي ما لا تعرفه أو ما لا تتذكره
[[#]]
إن المتواضعين من كبار الأئمة يقولون
لا أعرف أو لم أطلع أو لم يبلغني
أو يقول لا يوجد في حدود علمي
أما أنت غفر الله لك فتقول
ولم ينقل قط أن ...
ولم يقل أحد منهم قط إنه ...
ولم يقل أحد قط ...
ولم يتصور أن ...
ولا يتصور أن ...
وإنما الذي يتصور أن ...
ولا شك أن كل من ...
لم يضرب للناس حدا معيناً ...
انتهى
وكل ذلك وللأسف باطل
[[]]
يا شيخ عبد الرحمن عندما تصدر هذه الفتوى هل تصدرها لرجل أو لحالة خاصة
أم تصدرها للعالم الإسلامي كله الذي يحتاج فيها أدق التفاصيل في كلامك
وقبل الجواب اقرأ عليك ما كتبه فضيلتكم في أحد كتبكم التي ألفتموها قديما
بعد تخرج فضيلتكم حيث كنت حديث عهد بالجامعة الإسلامية بالمدينة
زمن الشيخين العلامتين السلفيين الأثريين ابن باز والألباني رحمهما الله
##@##
قال فضيلتكم
:
"
قال تعالى: {ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء} (النحل:89)
والسنة لم تترك أدق التفاصيل في حياة المسلم إلا وقد بينته، ووضحته،
وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بحمد الله قد طبقوا الدين كله
وأجمعوا على عامة أصوله وكثير من فروعه،
"
انتهى
إذاً
قد بين الله لنا حكم السعي خارج المسعى
فهلا كلفت نفسك وبحثت في كتب السنة
بدلا من الفتوى بالرأي بكلام فكري لا دليل عليه ؛ سامحك الله .
[][][]ــــــــــــــــــــــــــ[][][]
أخي الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق
قلتم
:
لم يتصور أن يكون هذا المسعى المحدود
هو الطريق الشرعي التعبدي وحده،
الذي لا يجوز الخروج عنه يميناً ولا يساراً.
[[]]
وأقول لفضيلتك
عدم تصوركم ليس دليلا
!!!
أنت لم تتصور هذا
وأنا تصورت هذا
!!!
التصور وعدم التصور ليس علما
العلم ما قامت عليه الأدلة
العلم قال اللهُ قال رسولُه قال الصحابةُ
فخذ هذه السطور من السنن والآثار
لعل الله يجعلك تتبرأ مما نشرته فيكون رحمة لك في قبرك
أسأل الله أن يهديني وإياك
[[]]
((@))
الباب الأول
ترك السعي بين الصفا والمروة مخالف للأمر النبوي الآمر بالبينية بين الصفا والمروة في السعي
((@))((@))
الباب الثاني
ترك السعي بين الصفا والمروة مخالفة لفهم السلف الصالح لقوله تعالى إن الصفا والمروة الآية
((@)) ((@)) ((@))
الباب الثالث
ترك السعي بين الصفا والمروة مخالف لسعي الرسول صلى الله عليه وسلم بين الصفا والمروة
((@))((@)) ((@))((@))
الباب الرابع
ترك السعي بين الصفا والمروة مخالف لكلام الأئمة الفقهاء المحذر من خروج الساعي عما بين الصفا والمروة
((@))((@)) ((@)) ((@))((@))
الباب الخامس
ترك السعي بين الصفا والمروة مخالف لأمر الله بتعظيم شعيرتي الصفا والمروة وأن يكون السعي بينهما
((@))((@)) ((@))((@)) ((@))((@))
الباب السادس
ترك السعي بين الصفا والمروة مخالف لأصل السعي وهو سعي هاجر أم إسماعيل بين الصفا والمروة
((@))((@)) ((@))((@))((@)) ((@))((@))
الباب السابع
ترك السعي بين الصفا والمروة مخالف لدلالة الظرف بين في اللغة العربية

[[]] [[#]] [[]]
فإلى تفاصيل هذه الأبواب
[[#]]
[[]]
[[]] [[#]] [[]]
الباب الأول
ترك السعي بين الصفا والمروة مخالف للأمر النبوي الآمر بالبينية بين الصفا والمروة في السعي

هذه بعض الأوامر النبوية والأحاديث الصحيحة

#

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن قيس رضي الله عنه
:
طُفْ بالبيت واسْعَ بين الصفا والمروة ثم حل
رواه البخاري
#
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
طوافك بالبيت و سعيك بين الصفا و المروة
يكفيك لحجك و عمرتك رواه أبو داود من حديث عائشة
@@
قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
قد سَنَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الطواف بينهما هـ رواه مسلم
#@#
وقالت أم عبد الله عائشة رضي الله عنها
ما أتم الله حج امرئ ولا عمرته لم يطف بين الصفا والمروة. هـ رواه مسلم
#
وقال ابن عمر رضي الله عنهما
:
قدم النبي صلى الله عليه وسلم، فطاف بالبيت سبعا، وصلى خلف المقام ركعتين،
فطاف بين الصفا والمروة سبعا: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة}. رواه مسلم
@
وقالت عائشة رضي الله عنها
:
قد سن رسول الله صلى الله عليه وسلم الطواف بينهما. فليس لأحد أن يترك الطواف بهما.
رواه مسلم في باب بيان أن السعي بين الصفا والمروة ركن لا يصح الحج إلا به
!!!
وفي رواية عند البخاري قالت عائشة رضي الله عنها:
وقد سن رسول الله صلى الله عليه وسلم الطواف بينهما،
فليس لأحد أن يترك الطواف بينهما.
[][]ـــــ[][]
قال الحافظ ابن عبد البر رحمه الله
وقوله اسعوا بينهما فإن لله كتب عليكم السعي ؛ وكتب بمعنى أوجب . التمهيد م 2 ص 99
[[]] [[#]] [[]]
الباب الثاني

ترك السعي بين الصفا والمروة مخالف لفهم السلف الصالح
لقوله تعالى إن الصفا والمروة الآية
#@#
قال سفيان قال سمعت الزهري يحدث
عن عروة بن الزبير
قال
:
قلت لعائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم
ما أرى على أحد لم يطف بين الصفا والمروة شيئا
وما أبالي أن لا أطوف بينهما
قالت
بئس ما قلت يا ابن أختي
طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم وطاف المسلمون
فكانت سنة
وإنما كان من أهل لمناة الطاغية التي بالمشلل لا يطوفون بين الصفا والمروة
فلما كان الإسلام سألنا النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك ؟
فأنزل الله عز وجل
{ إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما }
ولو كانت كما تقول
لكانت فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما
قال الزهري
فذكرت ذلك لأبي بكر بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام
فأعجبه ذلك وقال إن هذا العلم رواه الإمام مسلم في صحيحه





[##### ((@)) #####]]
قال الشيخ الدكتور صالح سندي نفع الله به
:
"
أين هذا القائل عن قوله تعالى:

(إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا)؟

أليس هذا تحديدا واضحا؟ محل السعي بيِّن في هذه الآية؛
وهو ما بين الصفا والمروة، ومَنْ لَمْ يَسَعَ بينهما
كان ساعيا بجوارهما لا بينهما؛ وهذا خلاف ما في الآية .
ثم هو أيضا المحل الذي سعى فيه النبي عليه الصلاة والسلام،
وهو القائل: (خذوا عني مناسككم) أخرجه مسلم.
ويقال ثالثا: هو المحل الذي أطبق المسلمون على السعي فيه عبر مراحل تاريخهم؛
فهو إجماع عملي لا شك فيه.

[[]] [[#]] [[]]
الباب الثالث

ترك السعي بين الصفا والمروة
مخالف لسعي الرسول صلى الله عليه وسلم بين الصفا والمروة
مع أمره بقوله (خذوا عني مناسككم) أخرجه مسلم.
##**##
فالسعي من أعظم المناسك
#@#
ولا بد من اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم
فإنه لم يخرج يميناً أو يساراً عما بين الصفا والمروة
#@#
ولا بد من اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم
فإنه لم يخرج يميناً أو يساراً عما بين الصفا والمروة
#@#
ولا بد من اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم
فإنه لم يخرج يميناً أو يساراً عما بين الصفا والمروة
[[((@))]]
ومن تعظيم هذه الشعيرة إتمام السعي بينهما
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره
:
فكل ما فعله في حجته تلك واجب
لا بد من فعله في الحج إلا ما خرج بدليل والله أعلم
#
وقال أيضاً
صلى الله عليه وسلم لما طاف بالبيت خرج من باب الصفا
وهو يتلو قوله تعالى : { إن الصفا والمروة من شعائر الله } ثم قال [ أبدأ بما بدأ الله به ] لفظ مسلم
ولفظ النسائي [ ابدؤوا بما بدأ الله به ] وهذا لفظ أمر وإسناده صحيح
فدل على وجوب البداءة بما بدأ الله به وهو معنى كونها تدل على الترتيب شرعا والله أعلم
"
انتهى
@@ # @@
روى البخاري
عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما قال
كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم حين اعتمر فطاف فطفنا معه
وصلى فصلينا معه وسعى بين الصفا والمروة
#
وفي البخاري أيضا قال ابن عمر رضي الله عنهما
قدم النبي صلى الله عليه وسلم فطاف بالبيت سبعا وصلى خلف المقام ركعتين
وطاف بين الصفا والمروة سبعا
وقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة
@
وفيه قال عائشة رضي الله عنها
قدم النبي صلى الله عليه وسلم فطاف بالبيت وبين الصفا والمروة
[][][]@@@ـــــ@@@[][][]
قال مسلم في صحيحه
قال سفيان قال سمعت الزهري يحدث عن عروة بن الزبير قال
:
قلت لعائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ما أرى على أحد لم يطف بين الصفا والمروة شيئا وما أبالي أن لا أطوف بينهما قالت بئس ما قلت يا ابن أختي طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم وطاف المسلمون فكانت سنة
الحديث
إذاً
طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم وطاف المسلمون فكانت سنة
طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم وطاف المسلمون فكانت سنة
طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم وطاف المسلمون فكانت سنة

[[]] [[#]] [[]]
الباب الرابع

ترك السعي بين الصفا والمروة
مخالف لكلام الأئمة الفقهاء
المحذر من خروج الساعي عما بين الصفا والمروة

فكلام العلماء واضح في إبطال سعي من لم يسع بين الصفا والمروة
بل إبطالهم لسعي من خرج في جزء من سعيه خارج المسعى

ففي كتب الفقه عبر التاريخ

عشرات التحذيرات من خروج الساعي عن المسعى بين الصفا والمروة
وما ذاك إلا لأنه خروج عن محل السعي المشروع
بل لو سعى بمحاذاة المسعى وليس بين الصفا والمروة لم يصح سعيه
[[]]
قال الإمام الشافعي رحمه الله في كتابه الأم
:
"
ثم ينزل يمشي حتى إذا كان دون الميل الأخضر المعلق في ركن المسجد بنحو من ستة أذرع سعى سعيا شديدا
حتى يحاذي الميلين الأخضرين اللذين بفناء المسجد ودار العباس
ثم يمشي حتى يرقى على المروة حتى يبدو له البيت إن بدا له ثم يصنع عليها ما صنع على الصفا
حتى يكمل سبعا يبدأ بالصفا ويختم بالمروة
وأقل ما عليه في ذلك أن يستوفي ما بينهما مشيا أو سعيا
وإن لم يظهر عليهما ولا على واحد منهما ولم يكبر ولم يدع ولم يسع في السعي فقد ترك فضلا ولا إعادة ولا فدية عليه وأحب إلي أن يكون طاهرا في السعي بينهما وإن كان غير طاهر جنبا أو على غير وضوء لم يضره لأن الحائض تفعله وإن أقيمت الصلاة وهو يسعى بين الصفا والمروة دخل فصلى ثم رجع فبنى من حيث قطع وإن رعف أو انتقض وضوؤه انصرف فتوضأ ثم رجع فبنى
#@#
والسعي بين الصفا والمروة واجب لا يجزي غيره
ولو تركه رجل حتى جاء بلده فكان معتمرا كان حراما من كل شيء حتى يرجع وإن كان حاجا قد رمى الجمرة وحلق وكان إنما ترك من النساء حتى يرجع وى يجزي بين الصفا والمروة إلا سبع كامل فلو صدر ولم يكمله سبعا
## @@ ##
فإن كان إنما ترك من السابع ذراعا
كان كهيئته لو لم يطف
ورجع حتى يبتدىء طوافا
!!!
### @@ ###
أخبرنا الربيع
قال
:
أخبرنا الشافعي
قال
:
أخبرنا عبد الله ببن المؤمل العابدي عن عمر بن علد الرحمن بن محيصن عن عطاء بن أبي رباح عن [ صفية بنت شيبة قالت أخبرتني بنت أبي تجزأة إحدى نساء بني عبد الدار قالت : دخلت مع نسوة من قريش دار ابن أبي الحسين ننظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يسعى بين الصفا والمروة :
فرأيته يسعى وإن مئزره ليدور من شدة السعي حتى إني لأقول إني لا أرى ركبتيه وسمعته يقول : اسعوا فإن الله كتب عليكم السعي ]
"
انتهى
##@##
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
لو سعي في مسامتة المسعى وترك السعي بين الصفا والمروة لم يجزه
شرح العمدة ص 599
!!!!!!!!!!!!!
#
قال في تاج العروس والمصباح المنير
سامَتَهُ مُسَامَتَةً بمعنى : قابلَهُ ووازَاهُ .
#
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما
نفى الجناح لأجل الشبهة التي عرضت لهم من الطواف بينهما
لأجل ما كانوا عليه في الجاهلية
من كراهة بعضهم للطواف بينهما
والطواف بينهما مأمور به باتفاق المسلمين هـ مجلد 24 ص 20
#
قال النووي:
قال الشافعي والأصحاب: لا يجوز السعي في غير موضع السعي،
فمن مرّ وراء موضع السعي في زقاق العطارين أو غيره
لم يصح سعيه، لأن السعي مختص بمكان فلا يجوز فعله في غيره، كالطواف.##!!!##
قال الشافعي في القديم
فإن التوي شيئاً يسيراً أجزأه
ولو عدل حتى يفارق الوادي المؤدي
إلى زقاق العطارين
لم يجزئه. ##@@##
قال الدرامي
:
إن التوى في السعي يسيراً جاز، وإن دخل المسجد أو زقاق العطارين فلا.####__####
قال العلامة محمد بن الأمين الشنقيطي رحمه الله
في كتاب أضواء البيان
:
اعلم أنه لا يجوز السعي في غير موضع السعي،
فلو كان يمر من وراء المسعى
حتى يصل إلى الصفا والمروة من جهة أخرى لم يصح سعيه
؛ وهذا لا ينبغي أن يختلف فيه.
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
[[]] [[]] [[@]] [[]] [[]]
[[@]]
قال الحافظ ابن عبد البر رحمه الله
وقوله اسعو بينهما فإن لله كتب عليكم السعي وكتب بمعنى أوجب
التمهيد م 2 ص 99
[[]]
ومن تعظيم هذه الشعيرة إتمام السعي بينهما
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره
:
فكل ما فعله في حجته تلك واجب
لا بد من فعله في الحج إلا ما خرج بدليل والله أعلم ... الخ وقد تقدم كلامه رحمه الله
"
انتهى
#
قال في عمدة القارئ : لو بقي منها بعض خطوة لم يصح سعيه
@
قال في الشرح الكبير
قال القاضي : لكن يجب عليه أن يستوعب ما بين الصفا والمروة
فيلصق عقيبة بأسفل الصفا ثم يسعى إلى المروة
فإن لم يصعد عليها ألصق أصابع رجليه بأسفل المروة
قال في الشرح الكبير
فإن ترك مما بينهما شيئا ولو ذراعا
لم يجزه حتى يأتي به
#@#
ويجب أن يبدأ بجبل الصفا لقوله صلى الله عليه وسلم
[ ابدءوا بما بدأ الله به ]
قال ابن كثير
من حديث جابر الطويل وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
لما فرغ من طوافه بالبيت عاد إلى الركن فاستلمه ثم خرج من باب الصفا
وهو يقول { إن الصفا والمروة من شعائر الله }
ثم قال : [ أبدأ بما بدأ الله به ] وفي رواية النسائي [ ابدأوا بما بدأ الله به ]
"
انتهى
والسعي أن يمر سبع مرات بين الصفا والمروة لما روى جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [ نبدأ بالذي بدأ الله به ]
وبدأ بالصفا حتى فرغ من آخر سعيه على المروة
فإن مر من الصفا إلى المروة حسب ذلك مرة وإذا رجع من المروة إلى الصفا حسب ذلك مرة أخرى
وقال أبو بكر الصيرفي : لا يحتسب رجوعه من المروة إلى الصفا مرة
@@

انتهى
فصل
:
فإن لم يرق على الصفا فلا شيء عليه
قال القاضي
:
لكن يجب عليه أن يستوعب ما بين الصفا والمروة فيلصق عقيبة بأسفل الصفا ثم يسعى إلى المروة
فإن لم يصعد عليها ألصق أصابع رجليه بأسفل المروة والصعود عليها هو الأولى
اقتداء بفعل النبي صلى الله عليه وسلم
فإن ترك مما بينهما شيئا ولو ذراعا لم يجزئه حتى يأتي به م 3 ص 406
#@#
ومن أبواب صحيح الإمام مسلم رحمه الله
باب بيان أن السعي بين الصفا والمروة ركن لا يصح الحج إلا به !!!
##[[]]##

وقد رد هذا المنكر فضيلةُُ الشيخ العلامة عبد المحسن العباد حفظه الله

قال حفظه الله

:
"
السعي بين ما يقارب الجبلين أو يحاذيهما

لا يجوز
لأنه ليس سعيا بين الصفا والمروة الذي أمرنا بفعله،
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في شرح العمدة (2/ 599) :
" لو سعى في مسامتة المسعى وترك السعي بين الصفا والمروة لم يجزه".
انتهى كلام العلامة العباد
@@[[]]@@
ما أوجز وأحكم عبارة الشيخ عبد المحسن العباد
:
لأنه ليس سعيا بين الصفا والمروة الذي أمرنا بفعله
!!!
ولهذا
لو سعى رجل بمحاذاة المسعى
فإنه كاذب لو ادعى أنه سعى بين الصفا والمروة
حتى لو صعد فوق الصفا ابتداء وصعد فوق المروة انتهاء
===##===
ويقال أيضاً
:
يلزم من هذا القول أن كلام العلماء في تحديد المسعى –وقد نقلت طرفا منه-
ما هو إلا عبث منهم وتكلف! ويقال أيضاً
:
إن هذا القول يلزم منه أن المسلمين –علماء وعامة-
قد أطبقوا على التضييق على أنفسهم في أمر لهم فيه فسحة؛
فالناظر في كلام العلماء يجد أن الشكوى من الزحام في المسعى قديمة؛
فلماذا إذن رضوا بهذا الزحام وكان يمكنهم أن يسعوا في مساحة لا تُحد عرضا؟
ومن غرائب ما قرأت في هذا الموضوع:
أن أحدهم يقول: إنه يمكن أن يسعى الساعي حيث شاء دون تقييد بحدود معينة؛
غير أن المهم هو أن يلصق قدمه بجبلي الصفا والمروة!
هكذا قال،
ولازم هذا أنه يمكن أن يسعى الساعي مشرقا حيث شاء
–لأنه لا تحديد شرعا-
ثم يعود إلى الصفا والمروة حتى يلصق قدمه به؛
فهل يقول عالم بذلك؟!
وهل فعل هذا أحد من المسلمين قط؟"
!!!!!!!!!!!!!!!
????????????????????انتهى مختصراً من كلام فضيلة الشيخ صالح سندي حفظه الله
##
وقال الشيخ سعد الشثري حفظه الله في من سعى خارج المسعى المعروف

في درس له سنة 1427 قبل أن يبتدع المسار الشرقي للمسعى
قال
:
هذه مسالة قد يغفل عنها بعض الناس !!!
وهو أن بعض الناس !!! يجد الزحام في المسعى فبالتالي
يخرج يسعى خارج المسعى المعهود !! وخارج الأسوار
بحيث يخرج من الباب القريب من الصفا
ولا يعود إلا من الباب القريب من المروة
##
وأكد منع ذلك بقولك
:
وهذه المسالة جمهور !!!! أهل العلم !!!!! يرون المنع منها !!
فيقولون
:
لا يجوز للإنسان أن يسعى إلا في السعى المعروف !!! المعهود !!! المعتاد !!!
وقد حُدَّ أنه كان في زمن النبوة !!!!!!!! خمسة وثلاثين ذراعا
الإمام الشافعي يقول إن التوى يسيرا جاز
عند الجمهور أن ذلك يبطل سعيه !!!!!!!!!!!!!
#
عند الجمهور !!!!!!
فإن سعيه لا يصح لهذا الشوط !!!!!!!!! ولو كان يسيرا
[[]] [[]] [[]]
وهذا نص كلامه في درس قناة المجد العلمية
بتاريخ 01-12-1427هـ
الأكاديمية الإسلامية المفتوحة
من سلسلة فقه المناسك في حلقة بعنوان أحكام السعي و الدعاء !!
"
##
قال
المراد بالسعي
:
قطع المسافة التي تكون بين الصفا والمروة
بحيث يبتدئ الإنسان بالصفا ويختم بالمروة
ذهابه من الصفا إلى المروة شوط ورجوعه شوط آخر
هذا المراد بالسعي
وبأي طريقة قطع الحاج أو المعتمر هذه المسافة فإنه يعد قاطعا لها
سواء كان سعيا أو مشيا أو جريا
[][]ــــــ[][]
المهم أن يكون ذلك في المسعى
هذه مسالة قد يغفل عنها بعض الناس !!!
وهو أن بعض الناس !!! يجد الزحام في المسعى فبالتالي
يخرج يسعى خارج المسعى المعهود !! وخارج الأسوار
بحيث يخرج من الباب القريب من الصفا
ولا يعود إلا من الباب القريب من المروة
##
وهذه المسالة جمهور !!!! أهل العلم !!!!! يرون المنع منها !!
فيقولون
:
لا يجوز للإنسان أن يسعى إلا في السعى المعروف !!! المعهود !!! المعتاد !!!
وقد حُدَّ أنه كان في زمن النبوة !!!!!!!! خمسة وثلاثين ذراعا
والإمام الشافعي يقول إن التوى يسيرا جاز
يعني إن خرج يسيرا مع السكك فإنه يجوز له
لكن إن خرج كثيرا فإنه لا يجزئه
وذلك أن المسعى في الزمان الأول لم يكن مبنيا
وإنما كانت الأسواق عليه وكانت البيوت عليه
فحينئذ في مرات قليلة قد يذهب الإنسان مع إحدى الطرق
فيعود مع طريق أخرى
##
عند الجمهور أن ذلك يبطل سعيه !!!!!!!!!!!!!
##
وعند الإمام الشافعي يقول :
إن كان هذا الالتواء يسيرا ولم يذهب بعيدا
وليس التواء كثيرا
وليس ابتعادا عن المسعى مسافة كثيرة
فإن ذلك يجزئه
أما إن كان كثيرا أو بعيداً
فإن الإمام الشافعي يقول :
يلغي ذلك الشوط ويعود إلى الصفا مرة أخرى
##
وأما عند الجمهور !!!!!!
فإن سعيه لا يصح لهذا الشوط !!!!!!!!! ولو كان يسيرا
انتهى المنقول

المصدر
في أول التسجيل تقريبا هنا !!
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=58396&scholar_id=588&series_id=3179

هذا كلام الشيخ سعد قبل عامين في ذي الحجة 1427
[[]] [[#]] [[]]
الباب الخامس

ترك السعي بين الصفا والمروة
مخالف لأمر الله
بتعظيم شعيرتي الصفا والمروة
وأن يكون السعي بينهما
[[]]
لأن تعظيم الصفا والمروة يكون بالسعي بينهما
كما هو أمر وفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وفعل أصحابه

قال الله تعالى:
إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ

وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ

سماها شعائر

والتقيد بالسعي بينهما من تعظيم حدود الله وحرمات الله

قال الله تعالى
وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ

وقال
وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ

مع استحضار أن في ذلك اتباع للرسول صلى الله عليه وسلم وتأسي به

وامتثال لقوله صلى الله عليه وسلم خذوا عني مناسككم

وقد سعى صلى الله عليه وسلم بين الصفا والمروة

##@@##
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله

:
فتعظيم شعيرتي الصفا والمروة يكون بالسعي بينهما
والطواف بينهما مأمور به باتفاق المسلمين هـ مجلد 24 ص 20
###
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله
فقد بين الله تعالى أن الطواف بين الصفا والمروة من شعائر الله
*
وقال أصل ذلك مأخوذ من طواف هاجر
وتردادها بين الصفا والمروة في طلب الماء لولدها
*
وقال فالساعي
بينهما
ينبغي له أن يستحضر فقره وذله وحاجته إلى الله
@*@
وقال الحافظ شمس الدين ابن القيم رحمه الله
جُعِل السعيُ بين الصفا والمروة ورمي الجمار تذكيراً لشأن إِسماعيل وأمِّه وإقامةً لذكر اللّه
#*#

قال الشيخ العلامة المفسر محمد الأمين الشنقيطي صاحب أضواء البيان رحمه الله
:
السعي بينهما أمر حتم
لا بد منه ، لأن شعائر الله عظيمة ، لا يجوز التهاون بها .
*
وقال
النَّبي صلى الله عليه وسلم طاف في حجه وعمرته بين الصفا والمروة سبعاً وقد دل على أن ذلك لا بد منه
وقال
تعظيمها المنصوص في هذه الآية يدل على عدم التهاون بالسعي بين الصفا والمروة
@@ # @@
وتجد هذه الأقوال مفصلة بعد قليل .
عباد الله
إخواني المسلمين
لقد فَضَّلَ الله جبلي الصفا والمروة تشريفاً لهما
وليس من سعى بينهما كمن لم يسع بينهما
وإن العبادات عندما تؤدى بإخلاص لله واتباع لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
تطهر القلب وتزكي النفس ويجد صاحبها أثراً طيباً في حياته
بخلاف تأديتها بدون حرص على اتباع سنة رسول الله
فإن صاحبها يعود بعدها إلى ما كان يقترفه من معاصي وموبقات
لضعف تأثير العبادة عليه
[[]]
وإن من أوجب ما يجب تعظيمه شعائر الله
قال الله تعالى
{ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} (4
) و {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ} (5)
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي في رسالة تفسير الأسماء
:
"
ومن تعظيمه تعظيم ما حرمه وشرعه من زمان ومكان وأعمال
{ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} (4
) و {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ} (5)
##
((@))
ومن أعظم شعائر الله الصفا والمروة
قال الله تعالى
بقوله : { إِنَّ الصفا والمروة مِن شَعَآئِرِ الله } [ البقرة : 158 ] الآية
وقال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي ت 1393 رحمه الله
:
"

الله صرح بأن الصفا والمروة داخلان في هذا العموم
بقوله : { إِنَّ الصفا والمروة مِن شَعَآئِرِ الله } [ البقرة : 158 ] الآية
وأن تعظيمها المنصوص في هذه الآية :
يدل على عدم التهاون بالسعي بين الصفا والمروة
كما تقدم إيضاحه في مبحث السعي ،
"
م 5 ص 263
@
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما
نفى الجناح لأجل الشبهة التي عرضت لهم من الطواف بينهما
لأجل ما كانوا عليه في الجاهلية
من كراهة بعضهم للطواف بينهما
والطواف بينهما
مأمور به
باتفاق المسلمين هـ
مجلد 24 ص 20
[[]]

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في شرح العمدة م 3 ص 627

:

أنزل الله إن الصفا والمروة من شعائر الله
إلى قال ابن تيمية
:
فإن الله قال هما من شعائر الله
وكل ما كان من شعائر الله
فلا بد من نسك واجب بهما
كسائر الشعائر من عرفة ومزدلفة ومنى والبيت
فإن هذه الأمكنة جعلها الله يذكر فيها اسمه ويتعبد فيها له وينسك

حتى صارت أعلاما وفرض على الخلق قصدها وإتيانها
@
فلا يجوز أن يجعل المكان شعيرة لله وعلما له
ويكون الخلق مخيرين بين قصده والأعراض عنه
لأن الأعراض عنه مخالف لتعظيمه
#
وتعظيم الشعائر واجب
لقول الله تعالى ومن يعظم شعائر الله فأنها من تقوى القلوب
والتقوى واجبة على الخلق
وقد أمر الله بها ووصَّى بها في غير موضع
وذم من لا يتقي الله
ومن استغنى عن تقواه توعده
وإذا كان الطواف بهما تعظيما لهما وتعظيمهما من تقوى القلوب والتقوى واجبة
كان الطواف بهما واجبا
وفي ترك الوقوف بهما ترك لتعظيمهما
كان ترك الحج بالكلية ترك لتعظيم الأماكن إلى شرفها الله
وترك تعظيمها من فجور القلوب بمفهوم الآية
"
##
ومن تعظيم الصفا والمروة وهما من شعائر الله
أن يستحضر الساعي بين الصفا والمروة فقره وذله وحاجته إلى الله
في هداية قلبه وصلاح حاله وغفران ذنبه
وأن يلتجئ إلى الله عز وجل لتفريج ما هو به من النقائص والعيوب
وأن يهديه إلى الصراط المستقيم
وأن يثبته عليه إلى مماته وأن يحوله من حاله الذي هو عليه من الذنوب والمعاصي إلى حال الكمال والغفران
والسداد والاستقامة كما فعل بهاجر عليها السلام
((@)) [[]] ((@))
قال الحافظ عماد الدين بن كثير رحمه الله
:
"
قد تقدم قوله عليه السلام [ اسعوا فإن الله كتب عليكم السعي ]
فقد بين الله تعالى أن الطواف بين الصفا والمروة من شعائر الله
أي مما شرع الله تعالى لإبراهيم في مناسك الحج وقد تقدم في
حديث ابن عباس أن أصل ذلك مأخوذ من طواف هاجر وتردادها بين الصفا والمروة في طلب الماء لولدها
لما نفذ ماؤهما وزادهما حين تركهما إبراهيم عليه السلام هنالك
وليس عندهما أحد من الناس
فلما خافت على ولدها الضيعة هنالك ونفذ ما عندهما قامت تطلب الغوث من الله عز وجل
فلم تزل تتردد في هذه البقعة المشرفة بين الصفا والمروة
متذللة خائفة وجلة مضطرة فقيرة إلى الله عز وجل
حتى كشف الله كربتها وآنس غربتها وفرج شدتها وأنبع لها زمزم
التي ماؤها [ طعام طعم وشفاء سقم ]
فالساعي بينهما ينبغي له أن يستحضر فقره وذله وحاجته إلى الله
في هداية قلبه وصلاح حاله وغفران ذنبه
وأن يلتجئ إلى الله عز وجل لتفريج ما هو به من النقائص والعيوب
وأن يهديه إلى الصراط المستقيم
وأن يثبته عليه إلى مماته وأن يحوله من حاله الذي هو عليه من الذنوب والمعاصي إلى حال الكمال والغفران
والسداد والاستقامة كما فعل بهاجر عليها السلام
"
انتهى من تفسير ابن كثير
## @ ##
قال ابن القيم رحمه الله
:
"
ومن هذا اختياره سبحانه وتعالى من الأماكن والبلاد خيرها وأشرفها
وهي البلد الحرام
فإنه سبحانه وتعالى اختاره لنبيه صلى الله عليه وسلم
وجعله مناسك لعباده وأوجب عليهم الإتيان إليه من القرب والبعد من كل فج عميق
فلا يدخلونه إلا متواضعين متخشعين متذللين كاشفي رؤوسهم
متجردين عن لباس أهل الدنيا
وجعله حرما آمنا لا يسفك فيه دم ولا تعضد به شجرة ولا ينفر له صيد
ولا يختلى خلاه ولا تلتقط لقطته للتمليك بل للتعريف ليس إلا
وجعل قصده مكفرا لما سلف من الذنوب ماحيا للأوزار حاطا للخطايا
كما في الصحيحين عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ من أتى هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه ]
ولم يرض لقاصده من الثواب دون الجنة
ففي السنن من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة وليس للحجة المبرورة ثواب دون الجنة ] وفي الصحيحين عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [ العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ] فلو لم يكن البلد الأمين خير بلاده وأحبها إليه ومختاره من البلاد لما جعل عرصاتها مناسك لعباده فرض عليهم قصدها وجعل ذلك من آكد فروض الإسلام وأقسم به في كتابه العزيز في موضعين منه فقال تعالى : { وهذا البلد الأمين } [ التين : 3 ] وقال تعالى : { لا أقسم بهذا البلد } [ البلد : 1 ]
وليس على وجه الأرض بقعة يجب على كل قادر السعي إليها والطواف بالبيت الذي فيها غيرها
وليس على وجه الأرض موضع يشرع تقبيله واستلامه وتحط الخطايا والأوزار فيه غير الحجر الأسود والركن اليماني
وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة ففي سنن النسائي و المسند بإسناد صحيح عن عبد الله بن الزبير عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : [ صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام وصلاة في المسجد الحرام أفضل من صلاة في مسجدي هذا بمائة صلاة ] ورواه ابن حبان في صحيحه وهذا صريح في أن المسجد الحرام أفضل بقاع الأرض على الإطلاق ولذلك كان شد الرحال إليه فرضا ولغيره مما يستحب ولا يجب وفي المسند والترمذي والنسائي عن عبدالله بن عدي بن الحمراء أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو واقف على راحلته بالحزورة من مكة يقول : [ والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله ولو لا أني أخرجت منك ما خرجت ] قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح بل ومن خصائصها كونها قبلة لأهل الأرض كلهم فليس على وجه الأرض قبلة غيرها
"
@@
إلى أن قال ابن القيم
:
"
وقد ظهر سر هذا التفضيل والاختصاص
في انجذاب الأفئدة وهوى القلوب وانعطافها ومحبتها لهذا البلد الأمين
فجذبه للقلوب أعظم من جذب المغناطيس للحديد
فهو الأولى بقول القائل :
محاسنه هيولى كل حسن ... ومغناطيس أفئدة الرجال
ولهذا أخبر سبحانه أنه مثابة للناس
أي : يثوبون إليه على تعاقب الأعوام من جميع الأقطار
ولا يقضون منه وطرا بل كلما ازدادوا له زيارة ازدادوا له اشتياقا
( لا يرجع الطرف عنها حين ينظرها ... حتى يعود إليها الطرف مشتاقا )
فلله كم لها من قتيل وسليب وجريح
وكم أنفق في حبها من الأموال والأرواح
ورَضِيَ المحبُّ بمفارقة فلذ الأكباد والأهل والأحباب والأوطان
مقدما بين يديه أنواع المخاوف والمتالف والمعاطف والمشاق
وهو يستلذ ذلك كله ويستطيبه ويراه
- لو ظهر سلطان المحبة في قلبه –
أطيب من نعم المتحليه وترفهم ولذاتهم
( وليس محبا من يعد شقاءه ... عذابا إذا ما كان يرضى حبيبه )
وهذا كله سر إضافته إليه سبحانه وتعالى بقوله : { وطهر بيتي } [ الحج : 26 ]
فاقتضت هذه الإضافة الخاصة من
هذا
الإجلال
و
التعظيم
و
المحبة
ما اقتضته كما اقتضت إضافته لعبده ورسوله إلى نفسه ما اقتضته من ذلك
"
إلى أن قال ابن القيم
:
"
فذواتُ ما اختاره واصطفاه من الأعيان
والأماكن
والأشخاص وغيرها
مشتَمِلَة على صفات وأمور قائمة بها ليست لغيرها،
ولأجلها اصطفاها اللَّهُ، وهو سبحانه الذي فضلها بتلك الصفاتِ، وخصها بالاختيار،
فهذا خلقُه، وهذا اختياره {وَرَبّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ } [القصص: 67]،
وما أبين بطلانَ رأْيَ يقضي بأن مكان البيت الحرام مساوٍ لسائر الأمكنة،
وذاتَ الحجر الأسود مسَاويةٌ لسائر حجارة الأرض،
وذاتَ رسول اللّه. مساويةٌ لذات غيره، وإنما التفضيلُ في ذلك بأمور خارجة عن الذات والصفات القائمة بها،
وهذه الأقاويل وأمثالُها من الجنايات التي جناها المتكلمون على الشريعة،
ونسبوها إليها وهي بريئة منها،
وليس معهم أكثرُ من اشتراك الذوات في أمر عام، وذلك لا يوجب تساويها في الحقيقة،
[]@@@[]
إلى أن قال ابن القيم
:
"
ولم نقصد استيفاء الرد على هذا المذهب المردود المرذول
وإنما قصدنا تصويره وإلى اللبيب العادل العاقل التحاكم ولا يعبأ الله وعباده بغيره شيئا
والله سبحانه لا يخصص شيئا ولا يفضله ويرجحه إلا لمعنى يقتضي تخصيصه وتفضيله

نعم

هو معطي ذلك المرجح وواهبه
فهو الذي خلقه ثم اختاره بعد خلقه وربك يخلق ما يشاء ويختار
"

إلى أن قال
:
"
جُعِل السعيُ بين الصفا والمروة ورمي الجمار
تذكيراً لشأن إِسماعيل وأمِّه،
وإقامةً لذكر اللّه
"
زاد المعاد م 1
##@@##
وقال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي المتوفى 1393 هـ

:

"


الذين قالوا : إنه ركن من أركان الحج والعمرة ، فقد استدلوا لذلك بأدلة :

منها قوله تعالى : { إِنَّ الصفا والمروة مِن شَعَآئِرِ الله } [ البقرة : 158 ] الآية .

قالوا : فتصريحه تعالى بأن الصفا والمروة من شعائر الله

،

يدل

على

أن

السعي بينهما أمر حتم

لا بد منه

،

لأن شعائر الله عظيمة ، لا يجوز التهاون بها .


"
أضواء البيان م 4 ص 467

وقال أيضاً العلامة محمد الأمين الشنقيطي المتوفى سنة 1393هـ


:

"

ومما يدل على أن شعائر الله لا يجوز التهاون بها ،

وعدم إقامتها قوله تعالى { يَا أَيُّهَا الذين آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ الله } [ المائدة : 2 ] الآية .

وقوله تعالى : { ذلك وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ الله فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى القلوب } [ الحج : 32 ] الآية ،

ومن أدلتهم على ذلك

« أن النَّبي صلى الله عليه وسلم طاف في حجه وعمرته بين الصفا والمروة سبعاً »

وقد دل على أن ذلك لا بد منه دليلان :

الأول : هو ما قدمنا من أنه تقرر في الأصول أن فعل النَّبي صلى الله عليه وسلم ،

إذا كان لبيان نص مجمل من كتاب الله ،

أن

ذلك الفعل

يكون لازماً

،

وسعيه بين الصفا والمروة ، فعلٌ بيَّن به المراد من قوله تعالى :

{ إِنَّ الصفا والمروة مِن شَعَآئِرِ الله } [البقرة : 158 ]

***@***

والدليل على أن فعله بياناً للآية

هو قوله صلى الله عليه وسلم « نبدأ بما بدأ الله به » يعني الصفا

لأن الله بدأ بها في قوله : { إِنَّ الصفا والمروة } [ البقرة : 158 ] الآية .

وفي رواية « أبدأ » بهمزة المتكلم والفعل مضارع .

وفي رواية عند النسائي « ابدَؤوا بما بدأ الله به » بصيغة الأمر .

## @ ##

الدليل الثاني :

أنه صلى الله عليه وسلم قال « لتأخذوا عني مناسككم »

وقد طاف بين الصفا والمروة سبعاً ،

فيلزمنا أن نأخذ عنه ذلك من مناسكنا ،

ولو تركناه لكنا مخالفين أمره بأخذه عنه ،

والله تعالى يقول : { فَلْيَحْذَرِ الذين يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [ النور : 63 ] فاجتماع هذه الأمور الثلاثة التي ذكرنا يدل على اللزوم :

وهي

كونه سعى بين الصفا والمروة سبعاً ،

وأن ذلك بيان منه لآية من كتاب الله وأنه قال : « لتأخذوا عني مناسككم » .

« خذوا عني مناسككم لعلي لا أراكم بعد عامي هذا » انتهى منه .

وقال النووي في شرح المهذب : إن هذا الإسناد الذي رواه به البيهقي صحيح على شرط البخاري ، ومسلم .

واعلم أن رواية مسلم ورواية البيهقي المذكورتين معناهما واحد ، لأن « خذوا عني مناسككم » بصيغة فعل الأمر

يؤدي معنى قوله « لتأخذوا عني » بالفعل المضارع المجزوم بلام الأمر ،

فكلتا الصيغتين صيغة أمر ،

ومن المعلوم أنَّ الصيغَ الدالة على الأمر أربعٌ ،


الأولى

فعل الأمر نحو { أَقِمِ الصلاة لِدُلُوكِ الشمس } [ الإسراء : 78 ] وقوله « خذوا عني مناسككم » .
الثانية
: الفعل المضارع المجزوم بلام الأمر كقوله تعالى { ثُمَّ لْيَقْضُواْ تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُواْ نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُواْ بالبيت العتيق } [ الحج : 29 ] وقوله « لتأخذوا عني مناسككم » في رواية مسلم .
الثالثة :
اسم فعل الأمر نحو قوله تعالى { عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ } [ المائدة : 105 ] .
الرابعة :
المصدر النائب عن فعله كقوله تعالى : { فَإِذَا لَقِيتُمُ الذين كَفَرُواْ فَضَرْبَ الرقاب } [ محمد : 4 ] أي فاضربوا رقابهم .
"
انتهى م 4 ص 27
[[]]
وقال الحافظ شمس الدين ابن القيم رحمه الله
:
"
فصل
وإذا تأملت أحوال هذا الخلق رأيت هذا الاختيار والتخصيص فيه
دالا على ربوبيته تعالى ووحدانيته وكمال حكمته وعلمه وقدرته
وأنه الله الذي لا إله إلا هو فلا شريك له يخلق كخلقه ويختار كاختياره ويدبر كتدبيره
فهذا الاختيار والتدبير والتخصيص المشهود أثره في هذا العالم من أعظم آيات ربوبيته وأكبر شواهد وحدانيته وصفات كماله وصدق رسله فنشير منه إلى يسير يكون منبها على ما وراءه دالا على ما سواه
فخلق الله السماوات سبعا فاختار العليا منها فجعلها مستقر المقربين من ملائكته واختصها بالقرب من كرسيه ومن عرشه وأسكنها من شاء من خلقه فلها مزية وفضل على سائر السماوات ولو لم يكن إلا قربها منه تبارك وتعالى
وهذا التفضيل والتخصيص مع تساوي مادة السماوات من أبين الأدلة على كمال قدرته وحكمته وأنه يخلق ما يشاء ويختار ومن هذا تفضيله سبحانه جنة الفردوس على سائر الجنان وتخصيصها بأن جعل عرشه سقفها وفي بعض الآثار : إن الله سبحانه غرسها بيده واختارها لخيرته من خلقه
"
[[]] [[#]] [[]]
الباب السادس
ترك السعي بين الصفا والمروة
مخالف لأصل السعي
وهو سعي أم إسماعيل بين الصفا والمروة
[[]]

إن الأمة من لدن إبراهيم عليه السلام وهي تسعى بين الصفا والمروة

!!!

وهذه بدهية لا أدري كيف ينساها من يقول
:
يَطَّوَّفَ بِهِمَا ولم يقل بينهما

!!!

أما أم إسماعيل وزوج إبراهيم عليهم السلام

فقد جاء خبرها صحيحا في السنة
أنها سعت بين الصفا والمروة
ولا أظن أن جاهلا ينكر هذه أيضا !!
فهل خرجت أم إسماعيل في سعيها عما بين الصفا والمروة
لم يقل أحد بهذا أبداً في حدود علمي
فالقول به أمر لا دليل علها
ولم يقل به أحد من المسلمين في ما بلغه العلم
ويخالف ما تقدم من الأحاديث والنصوص الشرعية
[[]]

قال البخاري في صحيحه

حدثني عبد الله بن محمد: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر،

عن أيوب، السختياني وكثير بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة، يزيد أحدهما على الآخر،

عن سعيد بن جبير: قال ابن عباس:

أول ما اتخذ النساء المنطق من قبل أم إسماعيل،

اتخذت منطقا لتعفي أثرها على سارة،

ثم جاء بها إبراهيم وبابنها إسماعيل وهي ترضعه، حتى وضعها عند البيت،

عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد،

وليس بمكة يومئذ أحد، وليس بها ماء، فوضعهما هنالك،

ووضع عندهما جرابا فيه تمر، وسقاء فيه ماء،

ثم قفى إبراهيم منطلقا، فتبعته أم إسماعيل، فقالت:

يا إيراهيم، أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي، الذي ليس فيه إنس ولا شيء؟

فقالت له ذلك مرارا، وجعل لا يتلفت إليها،

فقالت له: آلله الذي أمرك بهذا؟

قال: نعم،

قالت: إذن لا يضيعنا،

ثم رجعت، فانطلق إبراهيم حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه،

استقبل بوجهه البيت، ثم دعا بهؤلاء الكلمات،

ورفع يديه فقال:

{ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع - حتى بلغ - يشكرون}.

وجعلت أم إسماعيل ترضع إسماعيل وتشرب من ذلك الماء،

حتى إذا نفذ ما في السقاء عطشت وعطش ابنها، وجعلت تنظر إليه يتلوى،

أو قال يتلبط،

فانطلقت كراهية أن تنظر إليه،

فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض يليها، فقامت عليه،

ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحدا فلم تر أحدا،

فهبطت من الصفا حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها،

ثم سعت سعي الإنسان المجهود

حتى إذا جاوزت الوادي،

ثم أتت المروة فقامت عليها ونظرت هل ترى أحدا فلم تر أحدا، ففعلت ذلك سبع مرات.

قال ابن عباس: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (فذلك سعي الناس بينهما).

الحديث


قال ابن عباس: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (فذلك سعي الناس بينهما).

قال الحافظ في فتح الباري : " وروى بن خزيمة والفاكهي من طريق أبي الطفيل قال سألت بن عباس عن السعي فقال لما بعث الله جبريل إلى إبراهيم ليريه المناسك عرض له الشيطان بين الصفا والمروة فأمر الله أن يجيز الوادي قال بن عباس فكانت سنة وسيأتي في أحاديث الأنبياء أن ابتداء ذلك كان من هاجر وروى الفاكهي بإسناد حسن عن بن عباس قال هذا ما أورثتكموه أم إسماعيل وسيأتي حديثه في آخر الباب في سبب فعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك "




[[]] [[#]] [[]]
الباب السابع

ترك السعي بين الصفا والمروة
مخالف لدلالة الظرف بين في اللغة العربية
[[]]
هذه جملة من الأحاديث وآثار
:
1
اسْعَ بين الصفا والمروة
2
طوافك بالبيت و سعيك بين الصفا و المروة يكفيك لحجك و عمرتك
3
قد سَنَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الطواف بينهما
تعني بين الصفا والمروة
4
ما أتم الله حج امرئ ولا عمرته لم يطف بين الصفا والمروة.
5
فطاف بين الصفا والمروة سبعا
6
باب بيان أن السعي بين الصفا والمروة ركن لا يصح الحج إلا به

هل تقبل هذه النصوص الشرعية
وهل يحتمل اللسان العربي واللغة العربية
أن يفسر الظرف بين بمعنى آخر

الجواب لا

كل ما سبق من النصوص التي تلزم بأن يكون السعي بين الصفا والمروة

فلا يصح التشكيك في دلالة الظرف بين في اللغة العربية

#

في حديث التائب قاتل المائة

فقال: قيسوا بين الأرضَين فإلى أيتهما كان أدنى فهو لها

فقاسوا فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد فقبضته ملائكة الرحمة

هل يصح في قياسهم بين الأرضَين

أن يتعمدوا الخروج عن البينية بين الأرضين
أوأن يكون قياسهم دائرياً

!!؟؟؟

هذه بينية مكانية

##

إذا كتب القاضي في صك أرض إن أرض عامر بين أرض زيد وأرض سعد

ألا يعني هذا تحديدا دقيقا لطول وعرض أرض عامر

فهل يجوز لعامر أن يخرج عن هذه الحدود

ويقول

لم يمنعني القاضي عن أخذ أرض خارج هذه الحدود

#

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

و خلق آدم بعد العصر من يوم الجمعة في آخر الخلق في آخر ساعة من ساعات الجمعة

فيما بين العصر إلى الليل

رواه مسلم وغيره عن أبي هريرة .

هذه بينية زمانية

هل يصح فهم من زعم دخول ما كان قبل العصر أو ما بعد الليل

وقال رسول لله صلى الله عليه وسلم

أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين

و أقلهم من يجوز ذلك

( ت ) عن أبي هريرة ( ع ) عن أنس .

هذه بينية عددية

هل يصح فهمُ من زعم أن ما بين الستين إلى السبعين يعني إحدى وسبعين

لا طبعا ،

لأن إحدى وسبعين تدخل في قوله صلى الله عليه وسلم

:
و أقلهم من يجوز ذلك
#
إذا قال رجل
:
إذا متُّ فاجعلوا هذا المال وقفا بين ذريتي

فهل يدخل فيها ذرية غيره

@

إذا قال رجل

خذ هذا المال واقسمه بين أبناء فلان

هل يجوز أن يعطي غيرهم

ونقول لم نمنع من عن إعطاء غيرهم
.
((@)) [[]] ((@))
وبهذا يتبين أن نفى الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق علمه
بما يدل على لزوم أن يكون السعي محصوراً بين الصفا والمروة
نفيٌ لا دليل عليه
وقد بيَّنْتُ بفضل الله أن الأدلة
على خلاف ما ظنه فضيلة الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق غفر الله له
آمل أن يصدر الشيخ تراجعا عن هذه الفتوى حتى لا يلقى الله بها
وكتب
حاتم الفرائضي

العاشر من ذي القعدة 1429
من هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم


ليست هناك تعليقات: